الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

رسالة إلى السيدة ميم : ماليش بخت في الرجالة! (الرسالة السادسة)



ميم العزيزة
هل تذكرين "نون" جارتنا في البيت القديم التقيتها صدفة في احدى مقاهي صلاح سالم في محطة الرمل،، هل تذكرين خطواتها الرقيقة و ضحكتها الرائقة ، تغيرت، صارت أكثر ماذا!! كيف تصفين النمر في الغابة؟؟ نعم أكثر اقداما و تحفزا ربما أو تمشي بلا رهبة ربما،، جلسنا و تحدثنا لا أعرف كيف تطرقنا لهذا السؤال عن الزواج و الرجال كأنهم شاغلنا الشاغل مازالوا،، اجابتني "ماليش بخت في الرجالة" هكذا قالت بدون خجل أو مواربة ياعزيزتي، زواج متأخر فطلاق فمجموعة من اللقاءات السيئة فزواج آخر لتخرج بهذا التحليل الحزين و قرارها أن تعيش وحيدة و كفى.
الرجال في نظرها لم يكونوا فقط زوج أناني لا يأبه سوى لرغباته هو لا يهمه إن كانت سعيدة أو في قاع السلم مكسورة لم يكن جيدا بما في الكفاية ربما من أجل هذا لم يرغب إلا أن تكون نصف امرأة أو أقل،، لم يتوانى أن يخبرها بمناسبة و بدون أنها ليست جميلة بما يكفي ،،أنه لا يحب الشامات السود المنتشرة ربما لتستفزه فقط على خدها الأيمن و عنقها و كتفها الايسر، لايحب الطريقة التي تتهدل بها خصلات شعرها الأسود على جبينها تبدو كصبية أو كمهرة ناشزة!! أجل هكذا قال مرة،، لايحب شفتاها المكتنزتان دعوة صريحة للبغاء هكذا قال مرة و عندما أحمر وجهها خجلا لم يتردد أن يعلن كرهه لخجلها الغير مبرر. كم مرة صرخ فيها كفى لستي قديسة!
 حاولت التسرية عنها يا ميم لم أحر جوابا سألتها هل لديكِ أطفال؟؟؟ امتلأت عيناها بدموع لاتسقط و هي تبحث عن ولاعتها في الحقيبة ترتعش السيجارة الرفيعة بين شفتيها الشاحبتين قالت و هي لاتنظر في وجهي أن ايذائه لها لم يقتصر على الإهانة فقط و لكنه كان يضربها أيضا ثم رفعت عيناها نحوي بشيء من القلق هل من مثل هذا ينجب الأطفال!؟؟ بماذا يمكن أن أجيب عندما تحاصرني هذه الأسئلة؟؟؟ لكنها لم تنتظر ردي، أكملت حديثها كأن وجودي تضاءل في نهر وجعها الذي لاينضب،  جاء الطلاق بعد سنين ثلاث لتعود لبيت ابيها رجل اخر كله قسوة كانت تهرول عائدة إلى ذراعيه لتفاجأ بسجان اخر يردد بأعلى صوته لماذا عدتي !!!و قلعة حصينة أخرى يسجنها بداخلها حيث لاخروج، لا نزهات، لا عمل، لا تليفونات و أنها أصبحت موصومة بعار الطلاق حتى تعود إلى سجن رجل اخر هكذا قال لها و أنه تمنى لو ماتت قبل أن تلحق به الذل على هذا النحو،
هل كان لابد أن تستسلم لقهر السجن و السجان؟؟ الحق أنها كانت من القوة و العزيمة أن كسرت كل القيود و عادت إلى عملها لتفاجأ لم يكن زوجها السابق فقط و لم يكن أبوها فقط بل هم كل الرجال، كم دعوة عشاء رفضتها و كم ليلة أغلقت هاتفها بعد مواعيد العمل الرسمية لتتجنب المكالمات المسروقة المحملة بشيء ليس بالحب و لا بالإعجاب هل كانت شهوة إذاً؟؟ نعم كانت شهوة فجة و آهات ملتهبة و طلبات صداقة مريبة ما لبثت أن تحولت لدعوات صريحة للجنس!!! ما كل  نظرات الجوع هذه في عيون عشرات أشباه الرجال ،  قالوا لها ماكل هذا الكبرياء و أنتي حتى لستي بعذراء،، كأن هذا الغشاء الذي فقد تحت مسمى زواج سابق أفقدها أهليتها كإنسان و صارت سلعة متاحة فمن يريد ماذا و متى و أين و لم لا؟؟!!!  كم ممن كانت تحسبهن صديقات أغلقن بيوتهن في وجهها، هذه المرة نظرت لي بنظرة أخرى لم يكن وجع الإهانة ما يملأ حدقتيها بل تحدٍ مشوب بلامبالاة جعلتني أتساءل مرارا إن كنت فعلت المثل يومًا؟؟ 
كم تعبت و انكسرت وحدها في غرفتها، كم تمنت دفء رجل، كم خافت من الوحدة، ماكل هذا الكم!!! لا لم تنتهي حكايتها عزيزتي ميم فقد قالت مطرقة أنها اختارت أن تنحي صوت قلبها جانبا و تتزوج من شخص مناسب  لتفاجأ معه بذل اخر فجعت يا عزيزتي ميم عندما قالت هذا رفعت وجهي إليها ملتاعة؟؟ على وجهها شبح ابتسامة هل كانت تسخر من نفسها قالت كان بخيل ليس في ماله فقط لكن بخله كان يتمثل أكثر في أوقاتنا الحميمة فقد كان يضن علي بحضن أو قبلة يعلم احتياجي إليها أكثر من احتياجي للنقود أو الهدايا تعامل معي في السرير كأني وسادته،، خرجت منها ضحكة رقيعه ! خطر لي النوم صيفا و أنا أقلب وسادتي على كل الأوجه لأنعم بالجانب البارد منها و متى سخنت لفظتها باحثة عن وسادة أخرى،، سألتها هل مازلت زوجته؟ و بداخلي أريد أن أقول هل مازلت وسادته؟ و ياله من سؤال غبي يا عزيزتي ميم فمثل هذه السيدة لاتبقى في حيز أشباه الرجال، طلقت
كانت أمرأةٌ .غير عادية لن أنساها ماحييت،، أتذكرها كلما شاهدت "منى" ميرفت آمين في فيلم زوجة رجل مهم لها نفس النظرة المتألمة المتمردة غير أن "منى" ماتت مرة و صديقتي تموت كل يوم مئة مرة.
و دمت.


هناك 4 تعليقات:

  1. u made me visualize the whole scenery ... masha2allla ya jojo
    I am wondering ... does your friend Meem ever reply back
    I am curious to know he replies :)

    ردحذف
    الردود
    1. U definitely made my day dazo with your smart comment :) but i am not sure if meem would ever reply lets hope she listen ;)

      حذف
  2. احلى حاجه فى كتاباتك انها بتعبر باسلوب واضح وصريح بدون اى فجاجه عن اللى بيدور داخل كثير من النساء ..انا بجد سعيده انى باقرا لك

    ردحذف
  3. و انا اسعد بتشجيع حضرتك لي

    ردحذف