عزيزتي السيدة ميم .. بعد التحية ، مر وقت طويل على أخر مرة استمعت
فيها للسيدة أم كلثوم و لو تعرفي علاقتي بهذه السيدة لتعجبت أيما عجب،، كنت استمع
إليها و أنا ابنة العشر سنوات يوم الخميس ليلا و أنا العب أنا و أخي الصغير و في
الخلفية كاسيت مهيب ماركة بيونير و له سماعتان عملاقتان و يجلس بجواره أبي و أمي
تعلو وجوههم شيء فسره عقلي الصغير بأن هذا هو العشق و تلك السيدة الفاضلة تشدو
حيرت قلبي معاك و أبي يرنو لأمي بإيماءة و أمي تعلو وجنتاها الخجل،، كبرت عزيزتي
ميم و عرف قلبي طريق المراهقة ووجدتني دون أن أدري أتحمس لأم كلثوم و أمني نفسي بألايام التي سأقع في العشق، عشق
كعشق أبي و أمي و أسهر الليالي لأستمع مثلهم لسيرة الحب و ألف ليلة و ليلة و لقصة
حب أبي و أمي حديث أخر، لكني لم أقع في الحب يا عزيزتي ميم و ان كنت انتقلت من
أغاني الست الشبابية كما كان والدي يقول لأغاني اكثر عمقا لتصبح أغاني مثل لسه
فاكر و الأطلال و حيرت قلبي هن المفضلات في ليالي خميسي من كل أسبوع،، و من حيث لا
أدري وقعت في الحب لكني توقفت تماما عن سماع الست و بالصدفة اذا وجدتها في
الراديو أو في التلفزيون أغلقت المحطة و قلت لنفسي مرارا أين عشق أبي و أمي هذا
الذي يسهر الليل و يرجف القلب مع كل آهة من آهات الست، استسلمت لفكرة أنه لا وجود
لهذا الحب و اكتفيت بلفظة الِعشرة و لهذا قصة أخرى تلك الكلمة التي تكسر أي أمل
في حياة رومانسية و تحبط كل البنات منها و يجزعن من جواز الصالونات هربا من هذا
المصير!! حتى!! و ما ادراك ما قوة حتى في اللغة العربية هههههه أراك تضحكين يا ست
ميم نعم اضحك ملأ فوك كان هذا الصباح الغريب المنتش بنسمة باردة و شمس خجول
تتوارى بين السحاب عندما قررت أن استمع لصديقي الساوند كلاود لأجدها تنتظرني على
غير ميعاد هو صحيح الهوى غلاب و بدون أن أشعر ضغطت على ذر التشغيل لتجيء هذه
الكلمات حاملة معاها ما حسبته لم يولد : "جاني الهو من غير مواعيد محسبش يوم
حياخدني بعيد يمني قلبي بالأفراح و ارجع و قلبي كله جراح ازاي ياترى اهو ده اللي
جرى اهو ده اللي جرى و أنا معرفش" إنه العشق يا عزيزتي ميم في أبهى صوره كان
هناك لكننا لا نرى سوى ما نريد أن نراه،، "ازاي ياترى اهو ده اللي جرى" لم
يكن بالغناء و لا بالورود و لا بالشيكولاتة السويسرية، إنه في تلك النظرة من عينيه
التي أحسب أن فيها من الوله و التعلق "نظرة و كنت أحسبها سلام و تمر اوام
اتاري فيها وعووود و عهوووود و صدود و آلام" ما يشعل خدي خجلا و هو يمني قلبي
بالأفراح و لازلت اتساءل يا عزيزتي "ازاي ياترى ، أهو ده اللي جرى و أنا و أنا
و أنا معرفش" وبدل ما أقول حرمت خلاص اقول يارب زدني كمان
دمت طيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق