الأحد، 13 سبتمبر 2015

رسالة إلى السيدة ميم (الرسالة الخامسة)






عزيزتي السيدة ميم .. بعد التحية ، مر وقت طويل على أخر مرة استمعت فيها للسيدة أم كلثوم و لو تعرفي علاقتي بهذه السيدة لتعجبت أيما عجب،، كنت استمع إليها و أنا ابنة العشر سنوات يوم الخميس ليلا و أنا العب أنا و أخي الصغير و في الخلفية كاسيت مهيب ماركة بيونير و له سماعتان عملاقتان و يجلس بجواره أبي و أمي تعلو وجوههم شيء فسره عقلي الصغير بأن هذا هو العشق و تلك السيدة الفاضلة تشدو حيرت قلبي معاك و أبي يرنو لأمي بإيماءة و أمي تعلو وجنتاها الخجل،، كبرت عزيزتي ميم و عرف قلبي طريق المراهقة ووجدتني دون أن أدري أتحمس لأم كلثوم و أمني نفسي بألايام التي سأقع في العشق، عشق كعشق أبي و أمي و أسهر الليالي لأستمع مثلهم لسيرة الحب و ألف ليلة و ليلة و لقصة حب أبي و أمي حديث أخر، لكني لم أقع في الحب يا عزيزتي ميم و ان كنت انتقلت من أغاني الست الشبابية كما كان والدي يقول لأغاني اكثر عمقا لتصبح أغاني مثل لسه فاكر و الأطلال و حيرت قلبي هن المفضلات في ليالي خميسي من كل أسبوع،، و من حيث لا أدري وقعت في الحب لكني توقفت تماما عن سماع الست و بالصدفة اذا وجدتها في الراديو أو في التلفزيون أغلقت المحطة و قلت لنفسي مرارا أين عشق أبي و أمي هذا الذي يسهر الليل و يرجف القلب مع كل آهة من آهات الست، استسلمت لفكرة أنه لا وجود لهذا الحب و اكتفيت بلفظة الِعشرة و لهذا قصة أخرى تلك الكلمة التي تكسر أي أمل في حياة رومانسية و تحبط كل البنات منها و يجزعن من جواز الصالونات هربا من هذا المصير!! حتى!! و ما ادراك ما قوة حتى في اللغة العربية هههههه أراك تضحكين يا ست ميم نعم اضحك ملأ فوك كان هذا الصباح الغريب المنتش بنسمة باردة و شمس خجول تتوارى بين السحاب عندما قررت أن استمع لصديقي الساوند كلاود لأجدها تنتظرني على غير ميعاد هو صحيح الهوى غلاب و بدون أن أشعر ضغطت على ذر التشغيل لتجيء هذه الكلمات حاملة معاها ما حسبته لم يولد : "جاني الهو من غير مواعيد محسبش يوم حياخدني بعيد يمني قلبي بالأفراح و ارجع و قلبي كله جراح ازاي ياترى اهو ده اللي جرى اهو ده اللي جرى و أنا معرفش" إنه العشق يا عزيزتي ميم في أبهى صوره كان هناك لكننا لا نرى سوى ما نريد أن نراه،، "ازاي ياترى اهو ده اللي جرى" لم يكن بالغناء و لا بالورود و لا بالشيكولاتة السويسرية، إنه في تلك النظرة من عينيه التي أحسب أن فيها من الوله و التعلق "نظرة و كنت أحسبها سلام و تمر اوام اتاري فيها وعووود و عهوووود و صدود و آلام" ما يشعل خدي خجلا و هو يمني قلبي بالأفراح و لازلت اتساءل يا عزيزتي "ازاي ياترى ، أهو ده اللي جرى و أنا و أنا و أنا معرفش" وبدل ما أقول حرمت خلاص اقول يارب زدني كمان 

 دمت طيبة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق