![]() |
www.perezorozco.com |
الرواية ممتعة و شيقة فيها من البهجة ما يضحك حتى تدمع عيناك و فيها من الحزن ما يوجع القلب!! لكن ليس هذا ما شدني إليها ما جذبني إليها حقا أحمد و حسن،، تلك العلاقة الفريدة من نوعها بين الإثنين تكاملية إلى حد كبير فنجد أحمد يمثل الجزء الناضج المترو أو هكذا يبدو و هو الأكبر سنا عاشق القراءة و الفن ، فقد زوجته إلا أنه زير نساء جذاب لم يتوقف عند امرأة واحدة أو اثنتين بل حتى لم يجد غضاضة في الجمع بين صديقتين، يعيش في القاهرة و إن لم يحبها حقا فهو سكندري قلبا و قالبا لا يذكر من معالم القاهرة حتى الشارع الذي يسكن فيه و لا الحديقة التي يقطعها في طريقه إلى عمله أو إلى بيته، مريض انسداد الشرايين!! و حسن الأصغر الاكثر انطلاقا و حديثًا، متواضع إلى درجة كبيرة هاشا باشا مع الأخرين ابتداءا من مرؤوسيه في العمل مرورا ببائعة الشاي و سعيدة و بائع الورد و بائع الكلاب و انتهاء بأبو صفيحة،، لكنه على الرغم من إطلاعه و غزارة أفكاره و تميزها و امتلاكه العديد من الكتب و يحب البحث في الأنترنت إلا أنه يبدو طفلا يحتاج من يأخذ بيده تارة في تعلقه بأمينة زوجته ولهفته بأن تفتح له الباب قبل أن يضرب الجرس كما اعتادت أن تفعل ثلاثين عامًا و تارة يحتمي بأحمد و ربما أعتقد لوهلة أن أحمد له الأفضلية فيرى إن كان أحمد يرغب في سعيدة أولا قبل أن يعرض عليها الزواج ربما لأنه يعتقد أنه لاقبل له بمنافسته و إن ظهر في بعض الاحيان أنه يحميه و يوجهه و يتحدث بالنيابة عنه و في أحيانا أخرى يفتح لأحمد آفاقا لم يكن ليدركها وحده كيف لا و هو من جعل أحمد يرى الحديقة أول مرة،، يتشبث كلاهما بصاحبه و بالحياة ضحك صافي و أحزان حقيقية و أنوار إلهية اختبراها سويا ليس لسبب جلي غير أن أحدهما أسلم وثاقه لصديقه عن ثقة و لم يطع كِبرا سول له أنه يستطيع الحياة وحيدا و إن سألت حسن عن سر ذلك سيقول "أن الوقوف على عتبات البهجة دائما أفضل من البهجة نفسها.. أجل البهجة أمر سهل لكن اذا طمعت فيها قتلتك و أهلكتك" و أحمد سيصدقه و يكملا المسير.
يحضر في ذهني لوحة فنية لصديقة من كولومبيا تدعى أدريانا بيريز لفتاتين صغيرتان علا وجه إحداهما ابتسامة مشرقة بينما اختبأت الأخرى خلف صديقتها بتوجس..لاأدري لماذا استحضرت الصورة في ذهني و تسألت إن كانتا صاحبتا الصورة شخصيتان حقيقيتان و إن كانت الحياة ستسمح لهما بالكبر متجاورتان ليقفا على أعتاب البهجة سويا أم أن التوجس في قلب إحداهن سيكون سببا في تكدير العتبات و أن تمحى الابتسامة من على وجه الأخرى،
أدام الله النور في القلوب
أدام الله الساعات المتوقفة
أدام الله البهجة
أدام الله الصداقات الدائمة إن دامت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق