الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

رسالة إلى السيدة ميم (الرسالة الثالثة)


This picture belongs to www.rupikaur.com
عزيزتي ميم
ماذا قرأت مؤخرًا؟؟
هل قرأت ترانس كندا لسماح صادق؟؟ دعيني أحدثك عنها قليلا

رواية تبدأ بِ " إلى هؤلاء الذين لا يخشون الوحدة و لا يخافون في حريتهم لومة لائم"
 و تنتهي بِ "من كان منكم بلا خطيئة فليرمني بكل ما تطوله يده من أحجار" و بين البداية و النهاية أنوثة متهمة!
عزيزتي ميم هلا قرأت الرواية ربما لو فعلتي و تعرفتي على إيمان بطلة الرواية الموصومة بأنها أنثى لوجدتي أنها أنا و أنتي و كل نساء الأرض.
الأنوثة كابوس عزيزتي ميم،،، أحلام كبيرة لا تتحقق عن الفارس الذي يخطف حبيبته الفقيرة برغم أهله الأثرياء ،،أحلام لا تتحقق عن الفارس الذي يأخذ حبيبته في ليلتهما الأولى هونا بلا إنتهاكات أو طرق غير لائقة ضاربا بعرض الحائط الأعراف و القوانين الرجعية،، أحلام عن ممارسة الأمومة و الاستقرار و السعادة.
الأنوثة وجع عزيزتي،، وجع الداية التي تطلب من امرأتان غريبتان تقييدك و فتح رجليك على وسعهما لتقص جزء منك قاضية ليس فقط على استمتاعك الحسي بالجنس الذي فرضه لك الله سبحانه و تعالى كإنسان و إنما لتشعرك بالدونية و العار من جسدك، وجع عجينة السكر على جلدك ،، وجع الجهاز المعدني حرف الT الذي ثبتوه بداخلك لكيلا تنجبي طفلة تعيد تكرار مأساتك. 
الأنوثة ذعر يا ميم ،، ذعر المرة الأولى التي شاهدتي فيها اللون الأحمر متبوعا بالخنوع و الإختفاء اللذان طالبوك بهما لاحقا كنتيجة لهذا اللون لتصنفي كجنس أقل و أدنى،
و ذعر المرات التي ضبطت فيها النظرات المتلصصة لصدرك و مؤخرتك مهما توهمت نجاحك في إخفائهم 
الأنوثة دونية ،، دونية حمل غير مرغوب فيه و اجهاض لابد منه ،،دونية ممارسات جنسية غير مسئولة تحت مسمى العرفان بالجميل، خدمة مقابل خدمة او لتمضية الوقت.
الأنوثة وهم مساحيق التجميل و طلاء الأظافر و منتجات فرد الشعر و السليكون و البوتكس.
وأنا اقرأ حكاية إيمان حضرني أحداث صورة نشرتها فتاة على موقع الانستجرام، في الصورة تظهر فتاة نائمة تولينا ظهرها لتظهر بقع الدماء في بنطالها و على ملائة السرير و عندما محى الموقع الصورة بدعوى انتفائها مع سياسات الموقع كان رد صاحبة الصورة في خطاب نصه "أن هذه الدماء تجري الحياة و تساعد على بقاء الانسانية و الخصوبة"، في حضارات قديمة أُعتبرت هذه الدماء مقدسة و الآن تصنف كقذارة أو مرض و البعض الاخر يراها مجرد بقعة حمراء!

في رواية ترانس كندا الكثير من الأنوثة و الخطايا و الحرية و نهايتها تذكرني بأبيات لنزار قباني "يا سيدتي كنت أتمنى أن أحبك في عصر اخر أكثر إحساسا برائحة الكتب و رائحة الياسمين و رائحة الحرية" .
دمت لي عزيزتي.



هناك 4 تعليقات:

  1. قراتها اكثر من مره معبره جدا تشبيهاتك واسلوبك اكثر من روعه ..قدرتى تعبرى عن كتير مما تخجل الكثيرات عن التعبير عنه ..ابدعتى

    ردحذف
    الردود
    1. المواضيع الشائكة كثيرة المهم قارئ مهتم و بيفكر زي حضرتك

      حذف
  2. LOVE U MORE DEAR THANK U FOR UR SUPPORT

    ردحذف