الاثنين، 12 أكتوبر 2015

أنا صاحب النور



قراءة في رائعة يوسف ادريس أكان لابد يالي لي أن تضيئي النور 



 في البدء كان النور داخل قلوب الواعظين و الشيوخ، هو حكر عليهم..حرام على من سواهم
وحدهم صالحون،، وحدهم آمرون،،وحدهم دون سواهم يمنحون صكوك الغفران، و الشيخ عبدالعال إمام جامع الشبوكشي في الباطنية كان أحدهم و أنه بأعوامه الخامسة و العشرين قادر أن يهدي القلوب،، هو الذي يبدأ كلامه بأنا و ينهيه بأنا!!!
"أنا قطعًا سبحان خالق الأصباح
أنا أؤذن لنفسي
أنا أؤذن ليُغفر " لسكان الحي النائم منهم و اليقظان
أنا خير مبشر و مبين
أنا متبتل"
أنا صاحب الصوت 
أنا أكبر من أن أخطأ 
أنا أرى الشيطان وجهًا لوجه و لا أعود أغض البصر، أصبحت بعينين واسعتين أحدق، بعيني أنهر و من خلالهما أصعق السائلة بنظرة تتفجر بإيمان كثيف يضيق به القلب.
أنا القائل " النور لابد من الداخل..من القلب.. نورك في إيدك"
أنا امتلك النور و الناس انفرد بهم الشيطان كثيرًا حتى لم يعودوا يعرفون طريقًا آخر غير طريق الضلال
أنا ادعو الله "يارب.."
بعد التسابيح الخاشعة، أطلقها حادة مدببة لانهاية لطولها، تقطع في ومضة كل مابين الأرض و السماء لتصل إليه في الملأ الأعلى
من أعماقي تخرج و إلى السماء تصعد مستحيلة من شيء أرضي إلى كائن سماوي
أطلقها قوية لتحمل كل ضعف البشر، كل عجزهم و محدوديتهم،، تستغيث بالقادر اللامحدود

تجسد شيطاني كاملا غير منقوص.. اسمه لي لي
و لأني أعرف أنك خلقتني وحدي كان لابد أن أُمتحن و أعرف أني لو نجحت فسوف أعرف أني بالقبول جدير و سأجعله ياربي امتحانًا صعبًا..
لن أهرب
سأضاعف الإغراء، 
سأنظر و سأعاود النظر، 
سأرتكب الذنب الأصغر ليتعاظم انتصاري على الذنب الأكبر
نظرت،،
تكبرت،،
و سقطت..

تصورت أني قوي وحدي و سأقهر شيطاني 
صرخت يارب
قُتل الإنسان ماأكفره،، ما أكفرني حين تصورت أني وحدي أقهر الشيطان
لم أكن أعرف أني بهذا الضعف
"يارب
يا سميعي و لامجيب سواك
يا مدرك عجزي و أنت القوة
يا مانح العبد الإرادة
يا أنت الذي تعلم مابي
رحماك يارب"
 كنت في قوتي موهوم،،صرت في كِبري أرتع!
ظننت الخلاص بيدي 
إن كان بصري قد ضاع فلازلت امتلك الصوت و الحنجرة
انطلقت بصوتي أُقاتل
"يارب"
كم مرة قيلت، كم مرة تلونت و طالت،، و رقت!

و نويت الصلاة
هل كنت أهلا لها! نعم فقد انتصرت حين عاد إلي بصري أو هكذا ظننت و أنا أرى لي لي زائغة مبعثرة على حافة سريرها الخشبي في الغرفة مضاءة النور!
ظننت أني من غوايتها نجوت
استقبلت القبلة و نويت،،
نويت غيرها
الشيطان انتصر حينما ظننت أني انتصرت
آفة الانسان الكبر..
انطفأ النور يا لي لي.



هناك 3 تعليقات:

  1. هنا الصراع بين الانسان والشيطان والانسان بالكبر اللى فيه بيقع فى المعصيه وبيستمر لضعفه ..

    ردحذف
  2. الكبر لعنة ممكن تيجي في صورة فضيلة

    ردحذف
  3. اللهم اجعلنا على الصراط المستقيم .. اعوذ بك من الشيطان الرجيم

    ردحذف