الاثنين، 3 أبريل 2017

الحب خدعة ابتكرها العاجزون


يقال و العهدة على الراوي أن الحب خدعة ابتكرها العاجزون ،، 
أنا رقية عمري تسعة و ثلاثون عامًا متزوجة ، أحب زوجي و أحب كل الرجال!  لا اعلم إن كنتِ ستنشري رسالتي أم أنك مثل الكثيرات ستهاجميني علنًا و تتفقي معي سرًا في كل كلمة سأكتبها هنا، لا اعلم إن كنتِ ستنشري رسالتي أم أنك ستكتفي بأحلام المراهقات،، سيدتي هذه الرسالة حقيقية كل مافيها حقيقي، الألم حقيقي و الحب ايضا حقيقي. 
يقول طبيبي النفسي أن أول خطوات العلاج هي الاعتراف بالمرض،، أنا اعترف أني مريضة،، مريضة بحاجتي للحب، و احتياجي قاتل ياسيدتي، شرع الله الزواج ليرضي احتياج الرجال للجنس لكن ياسيدتي لم يشرع لنا الزواج لنحب،، تزوجت لأني صار عمري ثلاثون عامًا و من هي مثلي لها طفلان في سن المدرسة، تزوجت كي لا اكبر وحيدة بلا ونيس، تزوجت كي لاتوصم أسرتي أن في بيتها عانس،، تزوجت أول رجل مناسب رجل يقدس الحياة الزوجية بكل تفاصيلها،، يعمل و ينفق على أسرته،، يعمل و يأكل من يد زوجته، يلبس من كي و طي زوجته، ينام مع زوجته، ثم ينصرف كليةً عن زوجته،، لتتزوج هي و لها أطفال في سن المدرسة و تحيا وحيدة و تقع عليها المعاشرة غصبا،، منفذها الوحيدة أحلامها،، صرت أحلم أن يعود زوجي ذات ليلة حاملا باقة من القرنفل الأحمر، أحلم أن يقبلني مئة مرة قبل أن يخلد كلا منا لفراشه فقط مئة قبلة، أحلم أن يموت زوجي ربما اجد عشرة رسائل يخبرني فيها أنه يحبني على غرار فيلم ملحوظة أنا احبك،، ربما أن يحبني أحد على غرار جوني ليجيند في اغنية all of me،، لكن الحكاية لم تسر على هذا المنوال، و على عكس ماتوقعه طبيبي المعالج ، أسرفت في احلامي المجنونة حتى صرت احلم بطبيب الاطفال برقته و بشاشته و تعاطفه الشديد معي كلما مرض أحد اطفالي بالذات تلك اللحظة التي ربت فيها على كتفي كانت تعني لي الكثير ياسيدتي ، أما مدرس اللغة العربية فقد تعدت علاقتنا العلاقة المهنية و صرنا نتبادل الروايات و لا أعلم من منا الذي بدأ يترك للأخر رسائل خفية بين السطور و لا متى بدأنا نتردد على أندية الكتب سويا و لا كيف انسحب مع انتهاء العام الدراسي،، لكن ماازعجني حقا هو ماقاله طبيبي النفسي في وقتٍ لاحق أني تعديت مرحلة ايذاء نفسي بأحلام اليقظة إلى مرحلة ايذاء الاخرين حدث هذا في الصيف ياسيدتي،، كنا في المصيف نقضي اسبوع مع صديق لزوجي و زوجته ، لم يكن الصديق المفضل لزوجي لكن صدفة بحتة جمعتنا في مكان واحد ، متى أحببته حقا! هل حدث عندما كان يجلس بارتخاء على الشاطيء عاري الصدر يضع نظارة الشمس بحيث لا تستطيع أن تتنبأ في أي اتجاه تقع عيناه لكني كنت متأكده أنه ينظر إلي أنا، بينما زوجته تلهو مع أطفالي يبنون قلاعً وهمية اقتربت منه و سألته إن كان يحب أن نتمشى على الشاطيء سويا،، لم اجد غضاضة في ذلك و زوجي يضع سماعة الأيبود في أذنه و يداه تكتب بحركة محمومة مئات الرسائل لعدة اشخاص في الوقت ذاته! بدون أي مقدمات اخبرته عن الطبيب النفسي الذي اذهب اليه و أني اعالج من الاكتئاب المزمن، سألته إن كان زوجي اخبره أي من ذلك و لكن زوجي لم يفعل مع انه كثيرا مايسخر من جنوني أمام عائلته و بعض من اصدقائه،، من العبث أن تقول للمريض النفسي بالاكتئاب أنه يحتاج أن يرى اماكن جديدة أو أن يغير جو !! لكنه فعل بعفويته فعل،، بطيبته الشديدة أخبرني انه و زوجته سيقفون بجانبي و سيدعموني،، برقته أخبرني أن الحياة لن تقف و أني فقط احتاج إلى الحب،، و انا رأيت الحب في وجهه حينها و عرفت أن خلاصي سيكون معه، عدنا الى جلستنا نظرت إليّ زوجته برقة شديدة تعرض علي أن نذهب لحمام السباحة الخاص بالسيدات لبعض الوقت للسباحة  و نترك الاطفال للرجال، وافقت على غضاضة لا أريد أن اتقرب اليها لا يعجبني ذلك النوع من النساء اللاتي تمتلىء بالطاقة الايجابية،، تلك السيدة التي ترى الآلق في عيناها اينما حلت،، ثقتها في نفسها تنعكس على كل مافيها ،، بدء من القرط الفضي الطويل يقارب كتفيها و شعرها الاسود المنسدل حتى منتصف ظهرها،، ترى ثقتها في بنطالها الجينز الازرق الفاتح ذو الخصر المنخفض عند  ذلك المنعطف بين خصرها الدقيق و قبل ذلك الالتواء المثير عند فخذيها في تناغم شديد مع تي شيرت ابيض يقف اسفل خط البنطال بعدة سنتيمترات،، و ربما هو قصر بنطالها و الخلخال الملون الذي ترتديه،، اكاد اقسم أن امرأة مثل هذه لم تعرف الأحزان طريق اليها،، تزوجت رجل وسيم دافيء مشاعره فياضه يحيط كتفيها بذراعه طيلة الوقت حتى أن الدماء تفور في عروقي بشدة و أنا اجلس في طرف الغرفة و زوجي في طرفها الاخر أينما حللنا، امرأة مثل هذه عندما ذهبنا إلى حمام السباحة هي لاتمتلك أدنى غضاضة أن تخلع ثيابها كاشفة عن ثوب السباحة الاسود و تفاصيل جسدها المثير بينما أنا اتلكأ و اتعلل بالكثير من العلل الواهية عن كرهي لحمامات السباحة و الخوف من عدوى الأمراض الجلدية و اقاوم بشدة و كيف لا أفعل و حتى ثيابي اخلعها امام زوجي و الانوار مطفأة،، ضحكتها الرائقة و هي ترش الماء في جسدي و النار التي تشتعل في صدري و قلبي الذي يؤلمني أني لست مثلها،، اخجل من جسدي المترهل و من شعري الذي غزا الشيب اوله بعنف و من خلو اذني حتى من قرط ذهبي بسيط حتى مجاملتها الرقيقة لي عن جمالي الشديد بدون الايشارب و بشعري القصير المثير جدا على حد قولها لم اصدقه،، حسدتها على كل ماتملك و مالا أملك، اريد جسدها و اريد قرطها الجريء و اريد زوجها الحنون و نمت ليلتي مرهقة باكية متألمة اشفق على نفسي اكثر بعد أن عثى زوجي الفساد في جسدي المرهق في الظلام و غط في النوم دون التفاتة حب واحدة، 
يقال أن المرأة التي بقت طويلا في الظل تتألق بشدة اذا أحبت ،، و انا وجدت نفسي غارقة في حب هشام،، تعمدت أن اجلس معه طيلة الوقت حديثنا الطويل عن مؤلفات يوسف ادريس الواقعية التي تعري المجتمع و كيف أنها لاتلق رواجًا شديدًا من مجتمع اعتاد أن يدفن رأسه في الرمال طالبا الروايات الرومانسية الفارغة ليوسف السباعي لا تودي و لا تجيب هكذا قلت،، رفعت هند رأسها إلي في دهشة، قالت " مش معقول معيطتيش و أنتي بتقرأي نادية او لا ترحلي؟؟" في ذهني حائرة بين نعم ياما ليالٍ طوال بكيت و أنا اقرأ هذه الروايات و بين الواقع الذي تفتحت عيناي عليه بعد زواجي عالم مواز للنداهة و الحرام و غيرها ليوسف ادريس، عندما اجبت كانت لا تعرف عن الروايات سوى الأفلام التي اقتبست منها و بطلاتها، هل رأيت ذات النظرة الساخرة في عينا هشام أم انه كان محض خيال!
تلك الليلة لم أنم محمومة تتصارع الأفكار في رأسي حتى يؤلمني عنفها، غاضبة أنه معها هي في غرفتها في سريرها و أنا وحدي بدونه. 
الصباح التالي كانت تكونت في رأسي فكرة مؤذية جديدة لماذا لايكون هشام لي انا، لماذا لا يحبني انا، لا اعرف سوى حاجتي الشديدة لاحتواء رجل لمشاعري المتراكمة بلا بوح على مر السنين! 
هل كان حقا يعنيها عندما اخبرني أن اجهز نفسي لنسهر في الحديقة "انه يوم الخميس سيذيع الراديو اليوم أغنية أم كلثوم أغدًا ألقاك " هو لم يستثني زوجته و أنا لم استثني زوجي لكن عجبًا أني لم اراهم في تلك الليلة، قضيت ليلتي هائمة مع اللحن البهيج و لوعة الأنتظار و الشوق اليه و لسان حالي يدندن يالشوقي و احتراقي في انتظار الموعد! هل كان يبادلني نظرات اللهفة ذاتها ام أني اتوهمها كما توهمت اهتمامه،، هل حقًا كنت اشتم رائحة مسك الليل و اسمع وشوشة البحر البعيد و اشعر بضمة ذراعٍ على كتفي أم أني في الوهم سارحة اعتنق خيالي المريض. 
انتهت اجازة الصيف القصيرة و عدت لحياتي المهرولة بين طلبات بيت لا تنتهي و زوج كادح أراه و لا أراه و اطفال صاخبون، وجدت نفسي اتلصص على حياة هشام الالكترونية و هاتفه النقال و اصبحنا نتبادل مئات الرسائل اليومية نحكي بلاتوقف حكايات لم يخرج فيها عن النص المرسوم يومًا بقدرة عجيبة أن يظل لا تشوبه شائبة لم يعمل على استمالتي يوما و كل مقاومة من تجاهه كانت تعني مزيدا من الاصرار مني، أتحين الفرصة لأخبره عن ضعفي و احتياجي، عن اهتمامي، عن غيرتي من زوجته الكاملة لا تنقصها نقيصة، عن زوجي الذي لا يشبعني، ظل حذرًا يزيح كفة الحديث كلما انحرفت وجهتي حتى ماعدت احتمل نار الشوق التي تعتمل في قلبي، يقال و العهدة على الرواي أن هولاء الذين لا يؤمنون بالسحر في العالم لن يجدوه كيف أجد الحب، الحب ليس في بيتي الحب في بيت هشام و في قلب هشام، صدقت نفسي و انا اقنعها بأنه لم يبح بحبه لي لأني زوجة و هو زوج و لأن زوجي صديقه، عقدت العزم و طلبت منه أن نلتقي، سألني أن نحضر الى منزله انا و زوجي و نسهر سوية في ليلة خميس أخرى ستغني فيها أم كلثوم مادام تحب بتنكر ليه و كأنها رسالة القدر لي اعتذرت بانشغال زوجي و طلبت أن القاه صباح الجمعة! كان سكوته محيرا او أني كنت الحمقاء كيف أني كنت لا أقرا العلمات التي تركها لي،   
سهرت ليلة الخميس محلقة اسمع أم كلثوم و احلم بلقائه، اتخيل ايدينا المتعانقة، اتخيل خطتنا المرسومة بعناية للهروب، انظر لأولادي النائمين في ألم، كيف أني اقنعت نفسي أنه سيكون من الأفضل لهم غياب أمٍ سعيدة عن حضور أمٍ مكسورة حزينة بلا روح، اهز رأسي في وهن افكر في الأرق الذي يملأني و ام كلثوم تقول لو عايز تراضيني و تصالح النوم على عيني،، متى غفلت و اسلمت للنوم عقلي و متى استيقظت مسرعة ارتدي ماشاء لي من الثياب مهرولة الى موعدنا المنتظر، يجلس بهي الطلة في قميصه الأبيض و نظارته الشمسية التي لاتفارقه سألني برقة ماذا أشرب طلب كأس من عصير البرتقال لنفسه و لي فنجان اسبرسو سنجل عدل من وضع جلوسه ليصبح بعيدا عن اشعة الشمس و خلع نظارته و نظر الي يستحثني على الحديث، كنت اجلس مدلاة الكتفين و قد عقدت كفي في حجري رفعت نظري اليه و اخبرته أني احبه و أني اعلم أنه يحبني و أنه لا داع للمكابرة و أني سأطلب الطلاق، تساقط كتفاي المشدودين و رفعت يدي المتعرقتان إلى الطاولة ، مد يده إلي و ضمهم بقوة و قال أنه يعلم بمحنتي لكنه لا يكن لي ذات المشاعر و أنه يحب زوجته جدا و قد حضر بناء على رغبتها كي نخبرك سويا أنا و هي أننا يمكننا مساعدتك، أنني حقا احتاج الى الحب لكن هذه ليست الطريقة المثلى، يعرض علي دروس في الرسم و الموسيقى و اليوجا و أن اصطحب زوجي الى استشاري علاقات زوجية، تنحنح و هي يقول أني بحاجة الى فقدان المزيد من الوزن و أن زوجته قد تساعدني لتغيير الطريقة التي ارتدي بها ثيابي. ماذا بنفسي فعلت! سيبقى صديقي! كيف! زوجته تعرف!! اي مهرج صنعته من نفسي!!! يوجا و رسم و استشاري علاقات زوجية هكذا يظن الحكاية، خجلة مطرقة نهضت دون أن اشرب القهوة امشي في الطرقات ذاهلة و لسان حالي يقول ماذا بنفسي فعلت و ماذا كنت انتوي أن افعل هل كنت سأهرب و أرمي حياتي السابقة خلف ظهري، اقف امام انعكاس صورتي في زجاج احد المحلات المغلقة البنطال الأسود ذاته الذي ارتديه كل يوم و في كل مناسبة و البلوزة البيضاء و ايشارب احمر بنقشات بيضاء صغيرة ، تراجعت فزعة ظننت اني اراها بثقتها المتناهية في نفسها ببنطالها الجينز القصير و القميص الوردي و شعرها الأسود الغجري تنظر الي في عيني بتحدي، هل كان سيتركها من أجلي أنا، أنا المريضة بالعجز التام عن رؤية الحقائق ، أنا المثقلة بأحمال ثقيلة من ضعف الارادة و انعدام الثقة، أنا الجوعى الى الحب، أنا الموصومة بالعهر. عدت الى البيت لأجد الكل نيام مازالوا،ارتدي اسدالي الحريريالأزرق اللون و انقطع في صلاة طويلة تنتهي بنشيج عالي في سجدتها الأخيرة أودع سري للذات الألهية و الوجع الذي لاينتهي،،أقسم على الله ثلاثا أن يعفو عني و يغفر ذنوبي التي اعلمها و ذنوبي الصغيرة التي لاأكترث لها و ذنوبي السرية التي لايراها سواه،،أتسآءل مرارًا متى تُهتك الغلالة الرقيقة التي يظنها الكثيرون براءة ،  ان كنت أستحق هذا الستر،،، أرجم نفسي ألف مرة على أفكارشيطانية لم افعلها و إن تمنيت فعلها مئة مرة ، اخرج البيض و الجبن و طبق الفول و اسخن العيش و اجهز الشاي بلبن و اترك ورقة بجوار سرير زوجي اطلب الطلاق.
"نجوت من التجربة لكني لا اثق أني سأنجو كل مرة من أجل هذا سأتركك ربما يسعدني حظي برجل مختلف بملامح لا تشبه أي رجل اخر بملامح اكثر حنانا و اطلالة أقل قسوة و بلمسة تشبه القبلة. سأتركك لأجد نفسي حتى و إن لم يسعدني حظي لأكون في كنف رجل. أخبر الأولاد أني أحبهم و أن يحييوا سعداء" .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق