صغيرتي ميم
هذه رسالة إلى
صديق عزيز أحملك مسئولية وصولها و لاحرج عليك إن لم تفعلي فلا أعرف له عنوان و لا
أمل في حضوره لتلقيها!! فقط كوني شاهدة عليها علني بهذا أتخفف من عبئها الذي أثقل
كاهلي لسنوات طوال!!!
صديقي الذي
كان،
بعد تحية و
أشواق لن يبلغوك،، تصلك رسالتي هذه لأقدم لك اعتذار عن المرأة التي كنتها التي
هربت من حبك باقتدار و أغلقت في وجهك كل الأبواب ، تعود اليوم لتفقد سيرتك
التكنولوجية ،، تتابع أخبارك بشغف و تبحث عن أي بادرة شوق الكترونية تعلنها و
تتمنى أي كلمه تعني عودي علها تعود!!
تأخرت كثيرا،،
بضعف فيروز ذات الصوت المتكسر و هي تنادي حبيبها في أغنية ليالي الشمال بهذا الضعف
كله و هي خائفة مترقبة خلف الأبواب المغلقة التي لن تفتحها حتى لك أنت حبيبها!
أعتذر أني لم أكن المناضلة القوية التي أردت ،أني تشبثت بكل خصال البراءة و الخنوع
مجتمعة ، أني التي لاحيلة لي في حمرة الخجل التي لاتفارق وجهي كلما رأيتك ،،أني
مازلت يتملكني ذات الجزع و الرهبة من صوتك الجهوري أنت يا سيد البوح غير
عابيء بالأصدقاء و الأعداء و المارة من الغرباء تقرأ قصيدة سبارتكوس الأخيرة
تعيدها و تزيد "المجد للشيطان معبود الرياح ..الذي قال لا في وجه من قالوا
نعم ..من علم الانسان تمزيق العدم .. من قال لا فلم يمت و ظل روحا أبدية
الألم" ليتني قلت لا و لم اجزع عندما دعوتني للمقهى الرجالي و لم أنشغل جزعة
بالعيون الناقدة و المتفحصة و الوقحة عن العشق في عيناك،،
ليتني لم أقل
لا لقالب الشيكولاتة بغلافه الأحمر و الشريطة الذهبية و التي لم أتذوق حلاوتها ليومنا
هذا علها تمحو المرارة التي ماتزال عالقة في فمي من جبني و إحجامي أن أخذها و التي
كلما بحثت عنها ليومنا هذا لا أجدها و كأن صناعها تضامنوا معك و ما عادوا ينتجونها
من أجلك!
أعتذر أن الأمر
استغرقني ما يفوق الخمسة عشرة عاما لأدرك فداحة خسارتي و أني من فرط ايماني
بمثاليتي كدت أكفر ،،أن الحب لم يكن خطيئة و أنه لابأس أن استمتع بضجيج الموسيقى و
أن أضع أحمر شفاه و طلاء أظافر قاني اللون دون أن ينعتوني بالغانية، و أنه
لابأس من بعض خصل نافرات لست بقديسة و لا ينبغي أن أكون ، أن صوتي العالي ليس دليل
ضعف موقفي،،أذكر اصرارك و عزيمتك و أنت تحدق في عيني "اصرخي" ،أنه لابأس
أن أشتم و ألعن و أن الغضب فضيلة احيانا بدل الموت قهرا، استغرقني خمسة عشرة
عاما لأفتح أبواب قلبي و ألملم العلامات التي تركتها لي على كل باب و أن البكاء
راحة كما الضحك راحة وأن قطعة الكريستال التي رأيتها بداخلي قد صقلت أخيرا و صارت
تلون الدنيا بالألوان السبع و تبهج أحلك القلوب ظلمة،، أن للأسود بهائه كما للأحمر
رونقه،،و البياض وحده لا يصنع سوى لوحة من الملل لا تثير في النفس أي أثر،،
استغرقني كل هذا الوقت لأتعلم أن استمتع بكل دقيقة و أن أشعل شمعة و أقرأ كتاب و
أرى الجمال في كل وجه و أن لا أحكم على الأخر أبدا و أن الحزن ليس بذنب و تبقى
خطيئتي الكبرى أني رفضت دعوتك للسعادة لشخصين.
دمت فارسا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق